بسم الله الرحمن الرحيم
حضرت يوم أمس جزء من مؤتمر شركة الإبداع الأسرية الثامن تحت شعار:
الانفتاح والحوار منهج ومسار
وأحب أن أنقل لكم تلخيص لمحاضرة الدكتور طارق السويدان عن إشكالية الحوار.
بدأ الدكتور السويدان بقصة حوار عالم مكة عبد العزيز الكناني في فتنة خلق القرآن مع المريسي المعتزلي في مجلس الخليفة العباسي المأمون، وقد رويت القصة بطريقين أحدهما ما رواه الكناني عن نفسه في كتابه المسمى الحيدة. وكان الهدف من البدء بهذه القصة لاستنتاج ما جاء فيها من أصول الحوار الإيجابي.
ثم انتقل إلى التفصيل على النحو التالي:
1. تعريفات سويدانية كما أطلق عليها، تتميز بالاختصار والبساطة وهي:
الحوار: مراجعة الحديث للوصول لهدف ( فلا يكون الحوار من طرف واحد )
الجدل: استرسال الحوار ( ويكون دون نتيجة في الغالب )
المناظرة: مباراة ( منافسة ) في الجدل للانتصار على الخصم.
2. دواعي الحوار: الاختلاف، الفهم، الدعوة
3. أسباب الخلاف
1- اختلاف الموازين ( العقائدية، العقلية، العلمية )
2- اختلاف الأخلاق ( اتباع الهوى، الإعجاب بالنفس، الاعتداد بالرأي )
3- اختلاف المصالح ( الدينية، السياسية، الدنيوية )
4- الجهل ونقص العلم
4. رباعية الحوار الناجح
أولا: قبل الحوار
1- النية والاخلاص، قال الإمام الشافعي: ( ما جادلت أحدا إلا رجوت الله أن يظهر الحق على لسانه ).
2- تكافؤ الأطراف، قال الإمام الشافعي: ( ما جادلت عالما إلا غلبته، ولا جاهلا إلا غلبني ).
3- الاتفاق على حكم ( وهذا إذا كان الحوار للوصول إلى نتيجة وحكم، دون ما إذا كان لغرض الفهم أو الدعوة ).
4- التحضير.
ثانيا: بداية الحوار
1- تحديد مرجع ثابت ( العقل ، اللغة، أصول الشريعة )
2- تحديد نقاط الاتفاق والاختلاف
3- التركيز على أدب الاختلاف
4- تحديد المصطلحات بدقة
ثالثا: أثناء الحوار
1- توزيع الوقت بعدالة وعدم الخروج عن الموضوع
2- البينة على المدعي
3- المنهجية في رفض الدليل بالدليل
4-الأمانة العلمية
رابعا: بعد الحوار
1- الرجوع للحق والاعتراف بالخطأ، قال الإمام الشافعي ( ما ناظرت أحدا فقبل مني الحجة إلا عظم في عيني، وما رها إلا سقط من عيني )
2- احترام المخالف وتجنب الغيبة
3- التفريق بين القول والقائل
4- تجديد النية وعدم الإعجاب بالنفس
5. إشكالية الحوار
1- ندرة الحوار المنضبط بما سبق
2- الأفضل الحوار على انفراد أو في مراكز البحث
3- أهمية الصبر والنفس الطويل
4- عدم إضاعة الوقت مع المتعصبين ومن تطغى عليهم الأهواء
5- إلغاء هدف الوحدة وكسب الطرف الآخر إلى نفس الصف، وإنما الهدف الحوار للتعاون في المساحة المتفق عليها.
وختامها مسك بقوله تعالى: ( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين، إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم ) لم يخلقهم للاختلاف وإنما خلقهم مختلفين ليكون باختلافهم التنوع.
والحمد لله رب العالمين