الخميس، 15 مايو 2008

وحدة الصف لا وحدة الرأي

بسم الله الرحمن الرحيم

كم آلم لفرقتنا في دعوتنا!
لا أشك في إيمان مسلم بأمر الله تعالى في كتابه حين قال: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)، ولكن كم أتألم حين أن أسمع طلبة علم أو دعاة يستشهدون حين ذكر إخوانهم ممن خالفوهم الرأي بقول الشاعر:
وكل يدعي وصلا بليلى * وليلى لا تقر له بذاك
كم هو مؤلم أن لا يفصل ذلك الداعية بين نصوص الكتاب والسنة وبين فهمه لها! وبين الواقع وبين رؤيته وتحليله للواقع! فتراه ينصب نفسه حكما في أهل الإسلام يسم الدعاة بقوله: هذا مهتد وذاك ضال.

لأجل هذا الألم، جاء اقتباسي من كتاب "الأمة الواحدة" للشيخ د.سلمان العودة حفظه الله لعنوان الباب الثالث "وحدة الصف لا وحدة الرأي".

وأعتقد أنه لا يمكن أن نصل إلى الإيمان بأننا نريد وحدة الصف لا وحدة الرأي حتى نخرج من عصبيتنا ونسلم بأن الخلاف سنة كونية في المخلوقات وواقع نتعامل معه لا نقدر أن نلغيه، وأن التوحيد المطلق ليس إلا للخالق. كيف لا؟ وقد قال تعالى (ولا يزالون مختلفين) وقد جعل الشيخ العودة هذه الآية عنوانا لكتابه الآخر حيث قال: "إذا كنت تظن أن كثرة العلم والتدين قد تكون سببا في الزوال الخلاف، فخفف من ظنك؛ لأنك ستجد أعلم الناس، وأفهمهم للكتاب والسنة، أكثرهم إخلاصا، وأبعدهم عن الهوى قد حصل بينهم اختلاف."
وهنا تكتمل المقدمتان اللاتي تحددان لنا النتيجة التي هي غرض هذا الموضوع
أما المقدمة الأولى:
أن الاجتماع والتوحد مطلب رباني
وأما المقدمة الثانية:
أن الاختلاف واقع لا يمكن الخروج عنه

وأما النتيجة فهي:
أن المطلوب هو وحدة العمل لا وحدة الأساليب والوسائل
نعم المطلوب هو "وحدة العمل" هذه العبارة التي هي عنوان أحد كتب فضيلة الشيخ أ.د. محمد أبو الفتح البيانوني حفظه الله، نعم وحدة العمل لاجتماعنا لاجتماعنا على الغاية والأهداف. إذ الغاية والأهداف ترجع في النهاية إلى السعي إلى مرضاة الله عز وجل، والتطلع إلى تطبيق النظام العام الإسلامي في حياة الناس، سواء على النطاق العام أو الخاص. وما وراء ذلك تختلف الآراء الاجتهادية في ترتيب الأولويات واختيار الأساليب والوسائل. ويحكم ذلك أطر مشتركة هي التي تحدد عمل تلك الجماعات في كل بيئة وهي مستخلصة مما ذكرالشيخ البيانوني في كتابه:
1- وحدة العقيدة، 2- وحدة المصادر، 3- وحدة العقبات الداخلية والخارجية، 4- وحدة المصير

وختاما لهذا المحور أنقل مختصرا الضوابط الضرورية التي ذكرها الشيخ لوحدة العمل:
1- التسليم والاعتراف بمبدأ تعدد الجماعات الإسلامية في دائرة أهل الحق
2- حسن الظن الذي يسمح ويدفع إلى الاحترام والتقدير المتبادل.
3- التحرر من التعصب الذي يفتح الطريق للنقد الذتي والتناصح.
4- اعتماد الشورى الشرعية للوصول إلى التعاون فيما يتفق عليه مع الإعذار في مواطن الاجتهاد مما يجوز فيه الخلاف.
5- وضوح رؤية التعاون بين تلك الجماعات في شكل أنظمة داخلية وعهود يستحضر فيها قول الله تعالى: (وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا)

هذا وفي الختام أسأل الله أن يوحد الصفوف ويعيننا على التعاون وتنسيق الجهود.

السبت، 10 مايو 2008

معالم وثوابت دعوة التعاون

بسم الله الرحمن الرحيم

يوم الثلاثاء الماضي الموافق 6/مايو/2008م كان الافتتاح الرسمي لنادي التعاون في الجامعة الأمريكية، وهو نادي طلابي دعوي مستقل، وكانت لي كلمة ركزت فيها على ثلاثة محاور:

الأول/ أن فكرة هذا النادي "نادي التعاون" جاءت لتجميع الجهود وتوحيد الصفوف، كيف لا وقد أسس طاعة لأمر الله في كتابه حين قال: "وتعاونوا على البر والتقوى". وعليه فإننا نبغي أن يكون هذا النادي مركز انتماء ومحضن إخاء لكل من يؤمن بالقرآن الكريم هديا، وبالرسول الأمين صلى الله عليه وسلم قدوة.


الثاني/ أن من أهم معالم دعوة "التعاون" هذا النادي ثلاثة:
1. أننا نعتز بمرجعيتنا الإسلامية وفهمنا الشامل للدين.
2. أننا لا ندعي الكمال لأنفسنا ولا ننفي الخير في أي أحد.
3. أننا دعاة لا قضاة، نسعى في الإصلاح ولا نشتغل في الحكم على الناس.

الثالث/أننا نعمل على بصيرة وإتقان، فثوابتنا المنهجية خمسة:
1. نجدد النية ثم نبدأ،
2. ونحدد الأهداف ثم نخطط،
3. ونطلب الإتقان ثم نعمل،
4. ونحسن الظن ثم نعامل،
5. ونحمد الله ثم نختم؛ إذ ما كنا لنعرف إلى الحق حتى هدانا إليه، وما كنا لنعمل الخير حتى يعيننا عليه.

هذا وفي الختام أسأل الله تعالى أن يكون مثل نادي التعاون "كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء * تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها"

الجمعة، 9 مايو 2008

حرية الانتماء.. وضرورة الالتقاء..

بسم الله الرحمن الرحيم

حرية الانتماء.. وضرورة الالتقاء.. شعار رفعته يعبر عن مبدأ آمنت به، وبما أنه عنوان مدونتي فقد رأيت أن يكون تفسيره أول كلمة فيها بعد الافتتاح، وحتى نصل إلى التصور الكامل لروح هذا الشعار، سأفرد كل كلمة منه على حدته ببيان:
حرية: الحرية التي أقصدها هي الحرية التي تقارب الجمال في معناها، كما عرفها الأديب عباس محمود العقاد، الحرية التي هي نقيض الفوضى، الحرية المقرونة بالأوزان والقوانين التي لا تقيدها بل تبرزها في صورتها التي تعزز المشيئة والاختيار مع المسؤولية، كما هي الحال مع الكلمات عند نظم الشعر على أوزانه وقوافيه، فالحركة ضمن هذه الأوزان حذق ومهارة وخارجها سداجة وجهالة.
الانتماء: الانتماء يتعدد في الأصناف والأشكال، وتعدده ينحصر بين ضلعي زاوية قائمة أحدهما الانتماء الاضراري والآخر الانتماء الاختياري. فمن الاضراري انتماء الولد لأبيه، ومن الاختياري الانتماءات الفكرية بتعددها، ومن الاضراري الاختياري الذي يقع بين ضلعي زاوية الانتماء، الانتماء إلى الثقافة وإلى الأرض والوطن، فأنت تولد على أرض فتنتمي إليها وقد تهاجر عنها لتنتمي إلى غيرها. وكل من هذه الانتماءات يتسع ويضيق فأنت تنتمي لمسقط رأسك بلدك الذي ولدت فيه، ثم الدولة، ثم القطر، ثم الأمة.
وأما الانتماء الذي أعنيه فهو الانتماء الفكري الأيدلوجي الفلسفي، والذي قد يترجم إلى أحزاب وجماعات، وقد يبقى أسير رأس صاحبه لا يترجم إلا في سلوكه إن امتلك الشجاعة الكافية للتحرر من قيود مجتمعه، وأعود لأقول بأن التحرر الذي أقصده هو المشتق من أصل الحرية الذي فسرته قبل قليل بالجمال. وفي هذا الانتماء دوائر متباينة وأخرى متقاطعة وثالثة متداخلة بعضها في قلب بعض، ولكل دائرة قوانينها وأوزانها الخاصة التي تضبط الجزء الأول من الشعار "حرية الانتماء".
و
ضرورة: هذه الضرورة ليست التي في معنى الاضراري القسري، وإنما هي الضرورة الاختيارية المتعلقة بالاختيار في الوسائل للوصول إلى الغايات التي آمنا بها عن اختيار.
الالتقاء: الالتقاء هو الوسيلة التي نحقق بها غايات ثلاث:
الأولى منها في أصلها وسيلة للغايتين اللتين بعدها، ولكنها غاية في حكمها للالتقاء، ألا وهي الحوار، إذا لا حوار بلا التقاء ومقابلة، سواء كان هذا الالتقاء بالمواجهة أو المشافهة أو المراسلة. فالحوار وسيلة لتلاقح الأفكار والخلوص إلى الحق والصواب، وتحديد نقاط الاتفاق والاختلاف، وسبل الوصول للغايتين اللتين بعدها وهما التعايش ومن بعده التعاون للارتقاء الذي آمنا به عن اختيار، الارتقاء الذي هو غاية إيماننا بالجزء الثاني من الشعار "ضرورة الالتقاء".
وبهذا البيان أحمد الله أن اكتملت بما أرى زهرة هذا الشعار بحلو ألوانها وطيب عبقها، زهرة "حرية الانتماء.. وضرورة الالتقاء.."

قصة البداية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين هادي الحائرين ومعين الطالبين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد إمام المرسلين وخاتم النبيين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
في هذا اليوم فجر الجمعة 4/جمادى الأولى/1429هـ الموافق 9/أيار-مايو/2008م، قمت بإنشاء هذه المدونة الخاصة بي، بعد تفكر وتردد، إذ لي بالكتابة والتعبير شغف إلا أن كثرة المشاغل والملهيات تحجب عني صفاء الذهن الذي يرتب أفكاري لتسطر، ولكن لا أقول إلا وا حسرتاه على ما فرطت في تلك الأفكار لتلك الأشغال.
فأسأل الله أن تكون هذه المدونة لأفكاري قيدها الذي يحفظها وأرضها التي تنمو عليها، وأن تكون مناقشاتكم وتعليقاتكم البستاني الذي يسقيها ويهذب أوراقها.
وأما عن اسم المدونة "حرية الانتماء وضرورة الالتقاء"
فهو شعار الحملة الانتخابية التي خضتها لانتخابات مقاعد الحكومة الطلابية في الجامعة الأمريكية في الكويت لمقعد المسؤول الثقافي لعام 2007/2008. وكان شعاري بالانجليزية "Freedom of Affiliation.. Need for Cooperation"
وها ختام الحكاية في قصة البداية